هدية من القلب في عيد الأم
في صباح مشمس من شهر مارس، جلست "نور" في غرفتها تحدق في التقويم المعلق على الحائط. لم يتبقَ سوى أيام قليلة على عيد الأم، لكنها لم تجد بعد الهدية المثالية لوالدتها. كانت تريد شيئًا مميزًا، شيئًا يجعل والدتها تشعر بمدى حبها وامتنانها لكل ما فعلته من أجلها طوال حياتها.
استعادت نور ذكرياتها مع والدتها، تذكرت الليالي التي سهرت فيها بجانبها وهي مريضة، والابتسامات التي كانت تمنحها عندما كانت تشعر بالحزن، والوجبات اللذيذة التي كانت تطهوها بحب، حتى بعد يوم متعب طويل. "كيف يمكنني أن أعبر لها عن حبي بكل هذا العمق في هدية واحدة؟" فكرت نور.
البحث عن الهدية المثالية
خرجت نور إلى السوق باحثة عن هدية تليق بوالدتها. تجولت بين المحلات، ورأت الكثير من الخيارات:
- عطر فاخر يحمل رائحة زهور الياسمين التي تعشقها والدتها.
- مجموعة مستحضرات تجميل من العلامة المفضلة لديها.
- أدوات للعناية بالبشرة تساعدها في الحفاظ على بشرتها النضرة.
- حقيبة يد أنيقة تناسب ذوقها الكلاسيكي.
- إكسسوارات مميزة تضيف لمسة من الأناقة إلى إطلالتها.
رغم جمال كل هذه الهدايا، شعرت نور أن هناك شيئًا ينقصها. فهي لا تريد مجرد هدية عادية، بل تريد شيئًا يلامس قلب والدتها ويجعلها تشعر بمدى أهميتها في حياتها.
الهدية التي صنعتها بيديها
في المساء، بينما كانت تتناول العشاء مع والدتها، لاحظت نور كيف كانت أمها تمسك بكتاب قديم مليء بالصور العائلية، تقلب صفحاته بابتسامة دافئة وعيون لامعة. عندها خطرت لها فكرة رائعة!
قضت نور الأيام التالية في إعداد ألبوم ذكريات خاص، جمعت فيه صورًا قديمة وحديثة، وكتبت على كل صورة ملاحظة مليئة بالحب والامتنان. لم تكتفِ بذلك، بل أضافت صفحات فارغة لتملأها والدتها لاحقًا بذكريات جديدة، وكأنها تقول لها: "ذكرياتنا الجميلة لا تنتهي، بل ستستمر دائمًا."
وفي اللحظة الأخيرة، قررت أن تضيف لمستها الخاصة بشراء عطر الياسمين المفضل لوالدتها، حتى يحمل رائحة الذكريات الجميلة التي عاشوها معًا.
لحظة التقديم والتأثر
عندما حلّ عيد الأم، قدّمت نور هديتها لوالدتها، وشعرت بتوتر خفيف وهي تراقب ردة فعلها. فتحت الأم الألبوم ببطء، وأخذت تتصفح الصور واحدة تلو الأخرى، تقرأ العبارات المكتوبة بصوتٍ دافئ. لم تستطع إخفاء دموع الفرح التي تسللت إلى عينيها، ثم نظرت إلى ابنتها وقالت:
"هذه أجمل هدية تلقيتها في حياتي، ليس لأنها ثمينة، بل لأنها مليئة بالحب."
احتضنت نور والدتها بقوة، وشعرت بسعادة غامرة لأنها نجحت في إيصال ما أرادت قوله دون كلمات. أدركت في تلك اللحظة أن الهدايا الحقيقية ليست دائمًا الأغلى ثمنًا، بل تلك التي تخرج من القلب بصدق ومحبة.
ومنذ ذلك اليوم، تعلّمت نور درسًا مهمًا:
"الهدية المثالية ليست في قيمتها المادية، بل في قيمتها العاطفية. فحين تُقدَّم الهدية بحب، فإنها تصبح كنزًا لا يقدر بثمن." ❤️